تخصيب الكلامونيوم! بقلم: مجدي شلبي

تخصيب الكلامونيوم!
لو كان الكلام الشامل رجلاً لقتلته، لكنه رجل و امرأة، طفل و شيخ، مواطن و مسئول... فالجميع بلا استثناء يشتركون في تعاطيه مستفيدين بميزة إعفاء الكلام من الجمارك و الرسوم...
فالرجل يستخدم الكلام الشامل في استمالة قلب المرأة، حتى إذا وقعت فى حبه؛ تركها، و راح يبحث عن غيرها، فينكسر قلبها و يضيع أملها و تفقد ثقتها في جميع الرجال بلا استثناء...
و المسئول يدهن تصريحاته الشاملة بزبد و عسل، فإذا أشرقت عليه شمس النهار؛ ساح و راح و باح و ماح...
إن الكلام الشامل نوع من أنواع الخداع و الكذب، الذي يعتمد على أن ذاكرة الموعودين قد تخونهم، و سماحتهم ستهون عليهم أمر الوفاء، و تجد ألف مبرر لهذا الكذب و التضليل الذي يمارس عليهم صباح مساء...
لقد أضحى الكلام الشامل مجرد (طق حنك) طيخ طاخ، على طريقة فرح العمدة، و كم من أعيرة طائشة من هذا النوع أصابت بعض البشر في مقتل؛ فتحول الفرح إلى مأتم.
إن الكلام الشامل يسير بلا أرجل و ينطلق بلا هوادة و يضرب في مقتل بلا رحمة...
و من عجب أن تخضع أسلحة الدمار الشامل للحظر و المنع و التفتيش، في الوقت الذي يتاح فيه تداول أسلحة الكلام الشامل سداحاً مداحاً... مع أن استخدام أي من السلاحين يؤدى إلى نتائج وخيمة على  الأفراد و الأمم و الشعوب.
...
فمتى يتوقف إنتاج قنابل الكلام الشامل المدمر، وحظر تخصيب الكلامونيوم؟!.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نُشر هذا المقال فى موقع دنيا الرأى بتاريخ 31/10/2011