! القضمة الغذائية القاضية

القضمة الغذائية القاضية !
* مجدى شلبى
عزمت على الانطلاق نحو الأسواق فأدركت أن البشر يسيرون على بطونهم .. وما أقدامهم إلا أداة للخطو فى هذا الاتجاه الكرشى الكبير !
فهم يتكالبون على اللحوم أمام الجزار الذى يبيع .. دون تمييز بين بتلو و(وقيع) .. ورغم أن الكوارع والفشة والممبار تنطلق منها رائحة نافذة كرائحة ماء النار.. إلا أن كل قزم وفارع ينظر بانبهار لطشت الغسيل .. المنقوع به مصران ذاك (القتيل) !
وأمام السَمَاك النساء نائمات على الصناديق طوابير .. وهذا الزبون (المسمار) يحمل على صدره بطيخة من الحجم الكبير .. وآخر يسقط من حمله الثقيل طماطم وباذنجان وخيار .. وثالث يحمل أكياساً بها جوافه ومانجو لزوم العصير ...
ومن عجب أن يشكو المواطن من ارتفاع الأسعار .. فى الوقت الذى يُقبل كالفراشة على تلك النار .. فتحترق ميزانيته وأعصابه .. تلبية لنداء بطن جنابه .. التى تسعى للامتلاء ولو بالقضمة الغذائية القاضية !
فرغم أن بعض الغذاء دواء وبعضه الآخر داء وبلاء .. فالناس أضحوا لا يفرقون بين غث وسمين .. ولا بين مفعول سارى وسم هارى .. وهاهى الأمراض تنتشر انتشار النار فى الهشيم .. من فيروس كبدى إلى فشل كلوى ولن تجد أحداً اليوم سليم
ففى ظل إلحاح الحاجة وهوانها .. وغياب الرقابة النائمة على آذانها أضحينا كالجراد الذى يلتهم باشتهاء ولا يميز بين الأشياء مهما تكون .. شعارنا (كله عند العرب ـ لا مؤاخذه ـ صابون) ولله فى خلقه شئون !
** منية النصر ـ الدقهلية ـ مصر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نُشرت بموقع شبكة الأخبار العربية (محيط) رابط :
http://www.moheet.com/show_files.aspx?fid=158926