طبق اليوم
* مجدى شلبى
عندما علت الحيرة جبينى ، ولم أعرف شمالى من يمينى .. بادرنى على الفور صغيرى بتوجيهات ارتدادية يرتأيها : يمينك يابابا هى التى تأكل بيها !
فتهكمت على هذا الاكتشاف ، الذى لايغنى عن الخبز (الحاف) والذى يوزعه فى الحارة .. شاب ينفخ فى صفارة .. تلك الصافرة التى كنا نسمعها زمان .. تعلن عن حريق فى بيت أو دكان .. فنهب نحن والجيران بالأوانِ للإطفاء الذى لايستغرق مجرد ثوان
أما الآن فالهرولة تلبية لنداء البطون القادم من عصفور .. تحول إلى كلب مسعور .. لايفرق بين غث وسمين ، ولا بين طبيعى وهرمون .. شعاره تنظيف الأوانى والصحون باللسان ، وقضم ماتقع عليه يديه من طعام فى فجومية تدل على حرمان !
ومن تعجزه (المادة) تسعفه العادة .. فيجلس أمام التلفزيون ليشاهد برنامج (طبق اليوم) الذى تتناوله العيون بنهم ، فيسيل لعابه على الأصناف التى تهِل (سلاطة دجاج بالجيلاتين) و(عرق البتلو بالباشامل) !
وتسجل زوجته (سعديه) مقادير الأصناف الشهية ، ولا تعمل حساباً لمقادير الجيوب المستحية .. فيقع المذكور أعلاه فى حيص بيص ، وينظر إلى الطلبات نظرة فحص وتمحيص .. وكأنها لوغاريتمات .. مما يجعله يتحسر على زمن فات ، كان فيها راتبه مجرد ثلاث جنيهات لكنه كان ينفق منها ببذخ ويوفر مبلغاً للظروف والمفاجآت ...
ورغم أن الثلاث أضحت ثلثمائة فى عين العدو الشمات .. إلا أن الأسعار أصابها السعار وانطلقت نحو آفاق رحبات ، لايمكن أن يلحق بها إلا راكبوا الصواريخ أو الطائرات .. وهم على العموم قلة بالنسبة لغالبية الفئات ، الذين يكفيهم العيش على الفتات ـ إن وجدوه ـ ثيابهم من البالة ، وطبق يومهم من الزبالة ، وحالتهم أصبحت حالة تدعو للرثاء ياخلق هووه .
** منية النصر ـ الدقهلية ـ مصر
* مجدى شلبى
عندما علت الحيرة جبينى ، ولم أعرف شمالى من يمينى .. بادرنى على الفور صغيرى بتوجيهات ارتدادية يرتأيها : يمينك يابابا هى التى تأكل بيها !
فتهكمت على هذا الاكتشاف ، الذى لايغنى عن الخبز (الحاف) والذى يوزعه فى الحارة .. شاب ينفخ فى صفارة .. تلك الصافرة التى كنا نسمعها زمان .. تعلن عن حريق فى بيت أو دكان .. فنهب نحن والجيران بالأوانِ للإطفاء الذى لايستغرق مجرد ثوان
أما الآن فالهرولة تلبية لنداء البطون القادم من عصفور .. تحول إلى كلب مسعور .. لايفرق بين غث وسمين ، ولا بين طبيعى وهرمون .. شعاره تنظيف الأوانى والصحون باللسان ، وقضم ماتقع عليه يديه من طعام فى فجومية تدل على حرمان !
ومن تعجزه (المادة) تسعفه العادة .. فيجلس أمام التلفزيون ليشاهد برنامج (طبق اليوم) الذى تتناوله العيون بنهم ، فيسيل لعابه على الأصناف التى تهِل (سلاطة دجاج بالجيلاتين) و(عرق البتلو بالباشامل) !
وتسجل زوجته (سعديه) مقادير الأصناف الشهية ، ولا تعمل حساباً لمقادير الجيوب المستحية .. فيقع المذكور أعلاه فى حيص بيص ، وينظر إلى الطلبات نظرة فحص وتمحيص .. وكأنها لوغاريتمات .. مما يجعله يتحسر على زمن فات ، كان فيها راتبه مجرد ثلاث جنيهات لكنه كان ينفق منها ببذخ ويوفر مبلغاً للظروف والمفاجآت ...
ورغم أن الثلاث أضحت ثلثمائة فى عين العدو الشمات .. إلا أن الأسعار أصابها السعار وانطلقت نحو آفاق رحبات ، لايمكن أن يلحق بها إلا راكبوا الصواريخ أو الطائرات .. وهم على العموم قلة بالنسبة لغالبية الفئات ، الذين يكفيهم العيش على الفتات ـ إن وجدوه ـ ثيابهم من البالة ، وطبق يومهم من الزبالة ، وحالتهم أصبحت حالة تدعو للرثاء ياخلق هووه .
** منية النصر ـ الدقهلية ـ مصر
نُشرت بموقع شبكة (محيط) رابط :