عطشان ياصبايا !ـ
* مجدى شلبى
لم يتحرج مطرب مصرى أصيل من أبناء النيل من مناشدة الصبايا أن يدلوه على السبيل فلقد دفعه العطش إلى غناء يطلب فيه ماء !

ولأن العطش غريزة إنسانية فقد اشتكى مطرب عربى آخر من بلاد الشام من جفاء سمراء طلب منها أن تسقيه شوى فأخبرته بأنها : ماعندها مى ، وتحججت بانقطاعها !

وقبل أن تمتد أيادى الرحماء إلى هؤلاء العطاشى بأكواب المياه يوضح أحد المطربين الخلصاء ماخفى على أفهام البسطاء فيقول : أرفض يكون الانتظار بكره/ ابسقى عطش قلبي اليابس على شفاهي بقول بحبك !

فقد اختلط مفهوم الرغبة فى الارتواء مع مفهوم الرغبة فى الاحتواء على نحو ماجاء فى غناء أحد الأشقاء حيث ناشد حبيبته قائلاً : الشفايف عطش بيها وانا منك ما رويت / قرب وخلني اروى كنت منتظرك وجيت !

وحيث أننى ممن يعشقون ماء الحنفية أكثر من مشاربه العاطفية أجدنى أشدو بكلمات الأغنية : الميه تروى العطشان وتطفى نار الحران ... (لأن الماء بالمعنى العاطفى يزيدنا حرارة وقد يوصلنا إلى درجة الاشتعال) !

وقد يدخل الماء الزلال على نحو فيه إذلال أو بغية الصفح والغفران على غرار أغنية إلهام : شربتك المى بكفوفى السمره / سامحتك امرار سامح ولو مره
وطبقا لما ورد من تطمين فى أغنية شيرين (ماشربتش من نيلها) ثبت أن العطش العاطفى أمره يسير :
مش كل حب بينتهى تبقى انتهت بعده الحياة / ولاكل قلب بينجرح بيقضى عمره فى نار وآه / كل اللى عده بيتنسى ويفوت أوان ويضيع صداه / داالقلب فيه جرحه ودواه

أما العطش الآخر فقد يميت شأنه شأن الموت غرقاً ! لهذا وجب التنبيه !

توقيعات :

لاتتم تحلية المياه بإضافة السكر إليها !

الماء الراكد يولد العفن !

رياء الماء سراب ، وريه ثواب !

تسريب المياه ليس أقل خطراً من تسريب الإشعاع !

الظمآن لاترويه العصائر ، بل تزيده عطشاً !

الماء من صنع الله ، ومع ذلك يحاسبنا عليه البشر !

عندما كنا نحصل على الماء بمشقة كنا نحافظ على كل قطرة ، فلما أصبح الحصول عليه يسيراً أضحينا فيه أكثر إسرافاً وتبذيراً !

سؤال ساذج ! : منذ زمن كان يراودنى سؤال : هل يتمتع أحدهم بخياشيم تجعله يستطيع التنفس تحت الماء !

** منية النصر ـ الدقهلية ـ مصر
تاريخ التحديث :- توقيت جرينتش : الاثنين , 5 - 5 - 2008 الساعة : 7:43 صباحاًتوقيت مكة المكرمة : الاثنين , 5 - 5 - 2008 الساعة : 10:43 صباحاً
http://www.moheet.com/show_files.aspx?fid=120342