مقياس العمل هو الإخلاص فيه

مقياس العمل هو الإخلاص فيه// مجدى شلبى
لا أعرف سبباً بعينه يدفعنى الآن وبحرارة بالغة تفوق حرارة المناخ العام .... إلى الحديث عن الوظائف التى توصف بالعمل الحساس !... وهى الصفة التى ما أكاد أسمعها عن شخص ما، حتى تصيبنى الحساسية الأرتكارية وأصاب بالانزعاج !فعلى أى أساس يتم تصنيف الأعمال على نحو (عمل حساس) وآخر (عمل غير حساس) ؟! علماً بأن كل الأعمال لها من الأهمية مكان، والفرصة متاحة للمخلص أن يخلص، والكسلان أن ينام...!لماذا لاتُقاس الأعمال بقيمة الإخلاص، حتى لو كان العامل مجرد كناس ؟!.... واستطراداً للمثال المذكور أقول، أليست النظافة قيمة وعملاً حساساً ... خصوصاً إذا ارتبطت بطهارة اليد وسلامة القلب ونظافة اللسان ؟من عجب أن تظل عقدتنا الأزلية تلك النظرة الدونية للأعمال الصغيرة وكأنها أعمالاً حقيرةً ، ثم من عجب أن يتناقض هذا مع اعترافنا بأهميتها !.فإذا قال أحدهم أن العمل الحساس يحتاج إلى كم من المعارف والمهارات والخبرات .... لقلنا له : إن أى عمل مهما كانت بساطته يحتاج إلى كم من المعارف والمهارات والخبرات الخاصة به، واللازمة لأدائه على الوجه الأكمل، وتجنب الأخطاء الناتجة عن نقص المعرفة أو سوء المهارة أو انعدام الخبرة، تتساوى فى ذلك جميع الأعمال... كما لا تجوز المقارنة بين مجال ومجال لاختلاف طبيعة المهن والأعمال.وإذا كان البعض يقيس أهمية الأعمال بالأثر الناتج عن الإهمال فى أدائها، فللقارىء الكريم أن يتخيل نتيجة تقاعس عمال النظافة يوماً عن أداء عملهم .... أو السباكين عن الاهتمام بتوصيلات المياه وإصلاح العيوب فى حينها... إلخ !!.إننا فى مجتمع تتكامل فيه الجهود، ومعيار المفاضلة الحقيقى هو الإخلاص فى العمل مهما بدا صغيراً.فإذا انتقلنا إلى المثل (الذى له ظهر لايُضرب على بطنه) نلحظ أنه من الأمثال السلبية التى لاينبغى الركون إليها أو الاعتماد عليها. .. فالمقياس الحقيقى لقيمة الإنسان ومكانته، هو قدرته على العمل والعطاء بما فيه صالح الوطن، دون النظر لدرجات) الرأفة) التى تمنحها الوساطة ! أو إسلوب الغش الذى يعتمده البعض لنوال مالايستحق باعتداء صارخ على حقوق الأجدر والأكفأ ، فضلاً عن حرمان المجتمع من طاقات خلاقة وعقول مبدعة ومواهب فذة إن المقياس الحقيقى للعمل هو الإخلاص فى أدائه .... وسيظل هذا الوطن هو ظهر من لاظهر له يحتمى بحماه ويزود عنه .

ـــــــــــــــــ
بقلم : مجدى شلبى
منية النصر / الدقهلية / مصر
http://www.watan.com/index.php?name=News&file=article&sid=8348
ونشرت بموقع محيط رابط